الطفل بين الذكاء الوجداني
والسلوك الانفعالي
لقد ساد الاعتقاد, ولسنوات عديدة, أن العقل وحده هو القادر على إنتاج الأفكار وحل المشكلات وفهم العالم والسيطرة على الطبيعة. وبالنظر إلى هذه الإمكانيات التي يتوفر عليها الإنسان من قدرات عقلية وكفاءات معرفية, تمت مقاربة عملية اكتساب المعارف ومعالجتها عند الطفل، من زاوية معرفية تقوم على تتبع وتحليل عملية تحويل المعارف وانتقالها من حالتها الأولية إلى حالتها النهائية. غير أننا نتساءل:
- أي مكان بقي للوجدان والإحساس والانفعال ضمن هذه السيرورة المعرفية؟
- هل علينا أن ننظر إلى الطفل كذات تفكر وتحل المشاكل والمسائل الرياضية والتواصلية فقط, أم كذات تخاف وتغضب وتحزن وتعبر عن عدم رضاها؟
من المؤكد أن الطفل يعيش حياة وجدانية وله ميولات انفعالية والتي تحافظ على توازنه النفسي الداخلي وعلى علاقته الإيجابية مع الآخرين والمحيط الخارجي. غير أن هذه الطاقة الوجدانية المُفرطة قد تتحول إلى سلوكات عنيفة ومُنحرفة.
في هذه المساهمة، سنحاول الاقتراب من بعض مظاهر الحياة الوجدانية عند الطفل, وذلك من خلال اقتحام خصوصية مشاعره وانفعالاته وأشكال تفاعلاته مع الآخرين. وفي الآن نفسه، سنعمل على اقتراح مقاربة نيورولوجية جديدة تقوم على تفسير الحياة الانفعالية للطفل من خلال تتبع سير اشتغال الدماغ وطبيعة نشاط كل من: اللوزية والحصين في تشكيل الذاكرة الوجدانية والاستجابات الانفعالية عند الطفل والراشد.
إن الطفل لا يتوفر على ذكاء عقلاني– معرفي فقط, وإنما يتوفر كذلك على ذكاء وجداني–انفعالي(1999 , Filliozat ) وهو ذكاء يساعده على حل العديد من مشكلات الحياة اليومية (العلاقة الوجدانية مع الذات والغير والتعامل مع الأزمات النفسية...) وعلى التخطيط لمواجهتها والحد من آثارها.
تحميل المقال كاملا: