تتنازع الانسان مند الولادة حاجتان رئيسيتان متعارضتان :الحاجة الى الامن و الحاجة الى الاستطلاع و الاثارة و المجازفة.ويعبر عن الحاجة الى الامن برغبة الطفل في الارتباط بوالديه ولاسيما الام اما الحاجة الاستطلاع و الاثارة او المجازفة فيعبر عنها برغبة الطفل في استكشاف المجال المحيط به والدي هو مصدر تعرضه لمخاطر عديدة.وهده الثانية في السلوك (رغبة البحث عن الخطر وتفاديه في نفس الوقت)تظهر في مختلف مراحل العمر بكيفية متفاوثة وفي مجالات متنوعة من الوجود الانساني.
ففي مرحلة الطفولة يتماهى (يتقمص)الطفل بوالديه باعتبارهما مثلا للقوة و المعرفة,فوالده هو الاقوى دائما,وامه هي الاجمل...و يعبر عن رغبته في ان يكون كوالديه في كل شيء.و في مرحلة المراهقة يشعر المراهق انه اصبح قادرا على ان يكون له ابن بحكم بلوغه الجنسي و يصبح قادرا على التفكير المنطقي الا انه لا يستطيع ان يمارس سلوكه الجنسي بشكل طبيعي و مشروع,و غير قادر على ممارسة التفكير المنطقي بحكم تبعيته لوالديه مما يجعله يصاب بنوع من الاحباط و هدا ما يفسر توزع المراهق بين شعورين متناقضين:تماهيه بوالديه و رغبته في التميز عنهما الامر الدي يجعله يكبت شعوره العدائي ازاء والديه وجوهر الازمة التي يمر بها المراهق في هده المرحلة تكمن في انه مطالب بان يوفق بين عدوانيته لوالديه(يسميه الاستاد افرفار سلوك الرفض) و حبه لهما واستمرار حاجته لهما,وما يصدر عن المراهق من تمرد و شغب(سلوك الرفض) احيانا غالبا ما يرمي الى اثارة انتباه والديه له(كما يقول الاستاد بنحدو قوي بجمعه)و هدا يعتبر بمثابة خطاب لهما ليعترفا بالتغير الدي طرا على شخصيته و انه لم يعد مجرد طفل تابع لهما في كل شىء .
يثير هدا الوضع الكثير من المشاكل للمراهق و لوالديه خاصة ادا كان الوالدين شديدي الحساسية نتيجة او ضاعهما غير الملائمة (بطالة, امية, ادمان, شعور بالنقص, عنف بين الوالدين, الطلاق ,عدم الكفاءة و الدعارة...)و نتيجة هده الصدمة يجد المراهق نفسه وجها لوجه امام والديه او من يكون مكانهما(الكفيل),و قد يندفع في مواجهته الى العنف,و يندفع الى الشارع باحثا عن الامن الدي افتقده داخل الاسرة والبحث عن الشعور بالانتماء و الرغبة في التحرر من فضاء الاسرة الرتيب و الممل.
لكن ادا كان المقصود المراهقة (الفتاة) فاننا سنكون امام سيناريو متكرر لنفس الحالة حيث المراهقة عندما تخرج الى الشارع كفضاء بديل عن الاسرة فان اول ما تتعرض اليه هدة المراهقة هو الاغتصاب و بالتالي الحمل و اخيرا طفل بلا نسب وفي نهاية المطاف يصبح مجرما خصوصا ان المجتمع لايرحمه نتيجة التمثلات الاجتماعية التي فعلت فينا فعلها(هداك غير و لد الحرام......)
وان موضوع الامهات العازبة ليشكل خطرا....