أسئلة حول العلاج النفساني (تابع)
بداية الموضوع في الرابط التالي: http://www.psy-cognitive.net/vb/t1689.html
2. الاتجاهات النظرية في العلاج النفساني
تقابل نوعية العلاج النفساني مقاربة سيكولوجية معينة. والمقاربة النظرية أو الاتجاه النظري نموذج نظري للتدخل العلاجي تم تأسيسه من طرف باحثين وأطباء إكلينيكيين مدلين برؤيتهم حول اشتغال النفسية الإنسانية.
وتقترح هذه المقاربات نوعا ما تفسيرا للإنسان، شخصيته، تفاعلاته، عواطفه وسلوكياته التي تتبع مبدأ ومنطقا ما. وتتفرع عن هذه المقاربات تقنيات علاجية متوافقة مع البنية النظرية للمقاربة.
ويوجد عدد كبير من المقاربات العلاجية، منها:
الاتجاه التحليلي الديناميكي:
يتأثر هذا الاتجاه بالتحليل النفساني ورائده "سيجموند فرويد". مفهوم اللاوعي حاضر بقوة في هذا الاتجاه ولتجارب الطفولة ارتباط بالصعوبات الحالية وبالنزاعات المكبوتة وغير المحلولة للتاريخ الشخصي.
يطلب من الشخص الوعي تدريجيا بتأثير النزاعات اللاواعية على اشتغاله الحالي من أجل فهمها والتخلص منها.
الاتجاه الوجودي الإنساني:
تعتمد هذه المقاربات على قدرة الكائن البشري لقيادة تجربته الشخصية، أن يكون مدير حياته وأن يحقق أقصى إمكانياته.
• يتم التركيز على اللحظة الآنية، على القدرة على الوعي بالصعوبات الحالية، لفهمها وبالتالي تغيير أسلوب العيش أو التصرف. ومن أمثلة المقاربات المتولدة عن هذا التيار النظري:العلاج غير الموجه ل"روجرز"وعلاج الجشتالت المطور من طرف"بيرلز".
الاتجاه السلوكي الإدراكي
يعتقد النفسانيون الذين يستخدمون هذه المقاربة أن الصعوبات النفسية لشخص مرتبطة بأفكار وسلوكيات غير ملائمة تم تعلمها في الحياة اليومية. وهكذا يتضمن جزء من عمل المعالج السلوكي-الإدراكي تحليل الأفكار أو الاعتقادات الخاطئة وكذلك السلوكيات التي يظهرها في بيئة حياته والاقتراح عليه تعلم سلوكيات جديدة وأفكارا أكثر ملائمة. ومن المقاربات النفسية العلاجية المرتبطة بهذا الاتجاه العلاج السلوكي العاطفي- العقلاني.
الاتجاه ما وراء الشخصي
تعتبر هذه المقاربة حديثة في تاريخ علم النفس. ويعمل المعالجون وفق هذه النظرية على مرافقة المسترشد في تساؤلاته حول مصيره وطبيعته البشرية. يحاول المعالج ما وراء الشخصي دعوة الشخص إلى أبعد من النزاعات مع الأنا عبر تشجيع بروز الروحانية. وهكذا اقترح"ماسلاو" أن تكون القوة الرابعة في علم النفس" ما وراء شخصية"، «ما وراء بشرية" متمحورة على الكون، بدل الحاجيات والاهتمامات الإنسانية، ذاهبة إلى ابعد من الهوية البشرية، تحقيق الذات والمفاهيم الأخرى المرتبطة.
الاتجاه التكاملي التفاعلي
نعتبر في هذه المقاربة أن المشاكل النفسية مرتبطة بتفاعل الشخص مع محيطه(أسرة، دائرة الأصدقاء، مكان العمل، الخ). هدف العلاج النفساني هو تغيير التفاعلات بين اشخص وه ئته. وغالبا ما يلتقي المعالجون التكامليون التفاعليون مع أعضاء أسرة الشخص في صعوبة. ومن المقاربات التي تتفرع عن هذا الاتجاه العلاج الأسري.
المقاربات الجسدية
• إنها المقاربات التي تستدعي الطاقة البدنية والحركة كعوامل علاجية. على سبيل المثال، الطاقة الإحيائية، التخلي البدني، طريقة "فيلدينكريس". وتشجع المقاربة ما وراء الشخصية ممارسة رياضات جسدية ك"الأيكيدو" واليوغا بغرض تعميق فهم الذات.
مقاربات إعادة التكييف النفسي والاجتماعي والمجتمعي
يشجع المعالجون بهذه المقاربة الشخص على تطوير استقلاليته بغرض التطور في محيط من اختياره. تعليم المهارات، تغيير السلوكيات وتعديل البيئة ... وتستخدم هذه الطرق العلاجية مع الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الكيف الاجتماعي.
العلاج بالفن
إنها مقاربة علاجية مؤسسة على بعض مبادئ علم النفس والفنون البصرية. وتجري في إطار علاقة علاجية حيث يستخدم إحداث الصور كوسيلة للتواصل الأولي. ويجسد النشاط الفني تعبيرا واعيا ولا واعيا، وهو في حد ذاته عامل علاجي. انطلاقا من إجراءات فنية(رسوم، ملصقات، فن تشكيلي، نحت ... ) يعيش المسترشد انفعالات، نزاعات أو يستحضر ذكريات. خلال الحصة، يستطيع الشخص الاستكشاف الشفوي لمجموعة رموزه ومعاني تصويره مع المعالج الفني.
تتمة الموضوع على الرابط التالي:
http://www.psy-cognitive.net/vb/t1687.html#post3614