العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > منبر تقنيات العلاج في علم النفس > الأطر المرجعية النظرية للعلاج المعرفي
 
 

الأطر المرجعية النظرية للعلاج المعرفي يهتم هذا الجزء بالخلفية النظرية للعلاج في علم النفس المعرفي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-01-2008, 01:17 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
بنعيسى زغبوش
اللقب:
أستاذ جامعي باحث
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بنعيسى زغبوش

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 1
المشاركات: 960 [+]
بمعدل : 0.15 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
بنعيسى زغبوش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الأطر المرجعية النظرية للعلاج المعرفي
افتراضي التواصل المنسج مع الذات ومع الآخر

أولى مبادئ علم النفس هو التواصل المنسجم مع الذات ومع الآخر

يهدف هذا المحور إلى محاولة توجيه السيكولوجيا نحو خدمة الفرد عامة والطفولة خاصة، وبالتالي محاولة تطوير مهارات كيفية التعامل مع الذات أولا من خلال فهم الميكانزمات التي تشتغل بها، وفهم الآخر ثانيا من خلال توظيف نفس هذه الميكانزمات ولنفس الغاية. فالسيكولوجيا في آخر المطاف هي الميدان الذي يسمح للفرد بتحقيق تواصل منسجم مع الذات ومع الآخر. وهنا تتمظهر أسمى تجليات التوافق النفسي والاجتماعي. لكن الإشكال المطروح هو كيفية معرفة هذه الذات ومعرفة هذا الآخر، مادامت معرفة الذات تمر بالضرورة عبر معرفة الآخر والتفاعل والتعايش معه. فالمقارنة مع الآخر تتجلى بالخصوص لدى التلاميذ في المجال التعليمي داخل القسم، وفي هذا الباب أوضحت العديد من الدراسات أن نجاعة تشغيل الإجراءات الذهنية لدى المتعلم أو عدم نجاعتها، تنتج أساسا عن المقارنة الاجتماعية في القسم، من خلال تقييم الكفاءة الذاتية للمتعلم بالمقارنة مع المتعلم الآخر الموجود في نفس القسم (Fayol وMonteil، 1994). فالإنسان اجتماعي بطبعه، والذات الفردية لا تتحقق إلا في علاقتها بذوات أخرى، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحقق وهي منفردة أو معزولة. فالآخر يصبح "جحيما" (حسب تعبير سارتر Sartre، 1944) عندما يصعب التواصل والتفاهم معه.
وسواء كنا في موقع المربي أو الأب أو المدرس أو الفاعل الاجتماعي... نحتاج إلى حد أدنى من المعرفة السيكولوجية، لا لنحقق التواصل المنسجم مع الآخر فقط، ولكن لنساعد من يعاني من صعوبة في التواصل على تحقيق ذلك. نحتاج إذن إلى المعرفة، والمعرفة هو ما يوجد في الذهن، وبالضبط هو ما نختزنه في ذاكرتنا. لكن تخزين هذه المعرفة في الذاكرة قد تشوبه بالطبع بعض التشوهات نتيجة لإشراطات غير سوية بين الذات وأحداث العالم الخارجي، وبالتالي فإن استحضار هذه المعارف المخزنة سيكون مشوّها بالضرورة عند وجود الفرد في سياق مشابه لسياق التخزين. وبناء على هذا الاسترجاع المشوه، سيقرأ الفرد الواقع قراءة ذاتية ومشوّهة قد تؤثر على مدى توافقه النفسي والاجتماعي، وقد تؤثر على علاقته مع الآخر.
فعندما نرى طفلا حزينا أو مكتئبا، ولا نساعده على تجاوز حالته هذه من خلال الشرح والتفسير ورصد مواطن معاناته النفسية، سيضطر أمام ضغط الحفاظ على توازنه النفسي، إلى إيجاد تفسير معين لحالته. وهنا مَكمَن الخطر، أي أن الطفل سيبحث عن أي تفسير للخروج من وضعيته غير المريحة هاته، وبالتالي قد يعطي تأويلا غير مبرّر وغير منطقي وغير عقلاني لحالته. وهو التفسير الذي سيخزّنه في ذاكرته. إنه التفسير ذاته الذي سيستحضره في كل مرة يواجه فيها موقفا مشابها في المستقبل، وبالتالي فإن بذور الصعوبات النفسية والتفسير الخاطئ لأحداث الواقع تنشأ من مثل هذه الوضعيات البسيطة، وهو ما يسمى بالإشراط بين الحدث وبين انفعال الذات معه.
وفي هذا الإطار، أكّدت دراسات أخرى، أن بعض الأطفال في وضعية دراسية صعبة، لا يدرك أن نجاحه أو فشله متعلق بمجهوده الشخصي، وهو ما يسميه Chartier وLautrey (1992) ”بإحساس العجز المكتسب“. فحسب Butkowsky وWillows (1980)، يرجع الفشل في القراءة إلى إسناده إلى القدرات الضعيفة للطفل وليس إلى المجهود القليل المخصص للقراءة، فالقرّاء غير الجيّدين يخصصون وقتا أقل بـ40% للقراءة من القرّاء الجيدين. وعليه، فالقارئ الاستراتيجي، حسب Paris وآخرون (1990)، يعتبر نفسه فاعلا في تعلمه الخاص، ومسؤولا عن كفاءته، ويشعر بقدرته على تحديد أهدافه، ويربط سببيا بين أفعاله الخاصة والنتائج المترتبة عنها. والعكس صحيح بالنسبة للطفل في حالة الفشل. فهذا الأخير يعمل على تطوير تقنيات دفاعية لحماية التقدير الشخصي للذات والتخفيف من القلق لتفادي تنشيط انفعالات مرتبطة بوضعيات الفشل السابقة، وهو ما يؤدي إلى ظهور سلوكات سلبية من قبيل عدم الالتزام بالقراءة، وإسناد الفشل لعوامل خارجية، وتجنب المهمة ما أمكن، والاحتفاظ بالصعوبة في مستوى منخفض (Fayol وMonteil، 1994).
إن رصد مثل هذه الملاحظات البسيطة، والعمل على تفاديها، هو ما يمكن أن نسميه بالوقاية السيكولوجية للطفل. فإذا كنا نهتم بالصحة البدنية وتحديد أساليب وقايتها، فإنه أيضا من واجبنا أن نعمل على نشر ثقافة سيكولوجية وقائية تسمح للمتدخل، أياً كان موقعه، أن يتدخل لمساعدة الطفل في المراحل الأولى من ظهور صعوبات التوافق لديه، تجنبا لما يمكن أن يترتب عن ذلك من صعوبات سيكولوجية وتوافقية، قد تؤدي إلى انحرافات يكون الفرد ضحية لها، ويتحمل المجتمع تبعاتها.
إن ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات هو العقل، به سيطر على الطبيعة وتفوّق على باقي الكائنات، إنه العقل الذي يجب أن يُستحضَر للتعامل مع الأحداث الخارجية، أي أن يتعامل الإنسان مع نفسه ومع الآخر ومع الأحداث بشكل عقلاني من خلال التحليل المنطقي السليم والتفسير الموضوعي للأحداث، ومن خلال وضع عقله بينه وبين أحداث الواقع وتجنُّب التأويل الذاتي والإسقاطات الشخصية. وهو الأمر الذي أسس عليه العلاج المعرفي جل مرتكزاته النظرية والعملية. وهو الأمر الذي سنحاول توضيحه فيما يستقبل من تتمة لهذا الموضوع.

(يتبع)












عرض البوم صور بنعيسى زغبوش   رد مع اقتباس
قديم 18-04-2008, 02:52 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
غفران
اللقب:
معرفي جديد

البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 164
المشاركات: 1 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
غفران غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنعيسى زغبوش المنتدى : الأطر المرجعية النظرية للعلاج المعرفي
افتراضي

مشكور اخوي على المعلومات الاكثر من قيمة ...
تقبل مروري وشكرا...












عرض البوم صور غفران   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2009, 08:09 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
alismael
اللقب:
معرفي جديد

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 611
المشاركات: 5 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
alismael غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنعيسى زغبوش المنتدى : الأطر المرجعية النظرية للعلاج المعرفي
افتراضي رد: التواصل المنسج مع الذات ومع الآخر

شكرا استاذ على المعلومات و أنتظر التتمة بفارغ الصبر تقبل تحياتي












عرض البوم صور alismael   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 04:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه