العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > مواضيع سيكولوجية عامة > مواضيع عامة في السيكولوجيا
 
 

مواضيع عامة في السيكولوجيا تطرح هنا مواضيع سيكولوجية عامة لتدعيم المعارف والانفتاح على مجالات اشتغال علم النفس وانشغالاته

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-01-2011, 07:15 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
mustapha kadiri
اللقب:

مشرف عام 


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 64
المشاركات: 214 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
mustapha kadiri غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مواضيع عامة في السيكولوجيا
افتراضي Rational Emotive Behavior Therapy


Rational Emotive Behavior Therapy (REBT

يعتبر هذا الأسلوب العلاجي أحد الأساليب العلاجية التي حاولت أن تدمج أكثر من أسلوب علاجي واحد من خلال دمجها لمفاهيم العلاج السلوكي الذي يقوم على فرضية أن السلوك الإنساني سلوك مكتسب ويمكن إزالته أو تعديله أو التخفيف من تأثيره وبين العلاج المعرفي الذي يقوم على فرضية أن الأفكار التي يعتقدها الإنسان هي التي تملي عليه الحياة التي يعيشها.
وإذا كانت نظرية التحليل النفسي ومدارسها المختلفة قد صبغت الممارسة المهنية للعلاج النفسي خلال أوائل القرن العشرين، وإذا كانت المدرسة السلوكية قد صبغت الممارسة المهنية خلال منتصف القرن العشرين، فإن أساليب العلاج المعرفي قد شغلت الكثير من العلماء والممارسين – على حد سواء – منذ منتصف القرن الماضي.
والعلاج السلوكي العاطفي العقلاني انبثق على يد مؤسسه Albert Ellis في أوائل العقد الخامس من القرن العشرين في محاولة منه للمزج بين مدرسة التحليل النفسي والعلاج المتمركز حول العميل ومدرسة الجشتالت، وكما يصفه Corey (1996) بأنه أسلوب علاجي يوحي بالشمولية في الطرح من حيث تركيزه على الثلاثة جوانب الرئيسية في حياة الإنسان وهي الإدراك والسلوك والمشاعر والتفاعل فيما بينها.
وفي مقابل ذلك يشير Mahoney (1977) إلى أن الاهتمام بتعديل العلاج السلوكي وتطويره بدأت في الستينات بالاهتمام بالإدراك (Cognition) وأضاف أنه لكي يصبح العلاج السلوكي فعالاً يجب أن يهتم بالعوامل الشخصية (ومن ضمها الإدراك) وتفاعلها مع العوامل البيئية.
وعلى الرغم من وجود أكثر من أسلوب علاجي يحاول المزج بين الإدراك والسلوك من أشهرها على سبيل المثال العلاج المعرفي المرتبط باسم Aron Beck والعلاج المعرفي السلوكي المرتبط باسم Donald Meichenbaun إلا أن التركيز في هذا الفصل سوف ينصب على الأسلوب العلاجي الذي قدمه Albert Ellis باعتباره من أكثر الأساليب العلاجية المعرفية شمولية (Dobson & Block, 1988).
التطور التاريخي:-
لقد كانت البدايات الأولى للحياة المهنية والعلمية التي عاشها Ellis مرتبطة بممارسة التحليل النفسي إلا أنه وجد أن هذا النوع من العلاج النفسي ليس فعالاً في مساعدة العملاء، كما وجد أنهم بعد ارتباطهم بالعلاج تسوء حالتهم بدلاً من أن تتحسن (Ellis, 1988).
وعلى هذا كان Ellis يطلب من عملاءه فعل الأمور التي يشعرون بالخوف منها ويتهيبون القيام بها. على سبيل المثال الإنسان الذي يخاف من رفض الآخرين له خاصة المقربين منه يُطلب منه مواجهة هذا الموقف. وتدريجياً يحاول Ellis أن يرى الآثار المترتبة على تلك المواقف وكيف أن الإنسان مع تغيير أفكاره السلبية إلى إيجابية يتحول سلوكه تبعاً لذلك.
من هنا استنتج Ellis أن العلاج يكمن في إعادة بناء الأفكار وأنماط السلوك (Ellis & Yeager, 1989). ويرى أن مشاعرنا ما هي إلا انعكاس من معتقداتنا وأفكارنا وتفسيراتنا وتفاعلنا مع المواقف التي تواجهنا.
وخلال العملية العلاجية يتعلم العملاء المهارات التي تزودهم بالأدوات التي تساعدهم في تحديد ومواجهة الأفكار غير العقلانية أو غير المنطقية.
ومن هذا المنطلق تتحدد معالم هذا الأسلوب العلاجي في أنه يجعل بؤرة اهتمامه أولاً في الأفكار والأفعال وليس في المشاعر كما أنه يرى أن عملية العلاج يجب أن تكون عملية تعليمية يقوم الأخصائي الاجتماعي فيها بدور المعلم الذي يتولى تعليم العميل كيفية مواجهة الأفكار الغير منطقية والتخلص منها.
ويمكن القول أن تسمية هذا الأسلوب العلاجي واكبت مراحل تطوره. ففي البداية وبالتحديد خلال فترة الخمسينات من القرن العشرين أطلق Ellis عليه مسمى العلاج العقلاني Rational Therepy. ولكن سريعاً ما تغير المسمى إلى العلاج العاطفي العقلاني Rational Emotive Behavior. وفي عام 1993م أطلق Ellis عليه مسمى العلاج السلوكي العاطفي العقلاني Therap Rational Emotive Therapy في محاولة منه لإيضاح أنه علاج يسعى إلى إبراز التفاعل بين المقومات الأساسية في حياة الإنسان وهي الإدراك، والمشاعر، والسلوك.
المفاهيم الأساسية:-
قبل الخوض في مناقشة المفاهيم التي يرتكز عليها الإطار النظري والمنهجي لهذا الأسلوب العلاجي يجب إيضاح مفهوم الإدراك (Cogniton). يشير كل من Roberta Greene وPaul Ephross (1991) في كتابهما نظريات السلوك الإنساني وممارسة الخدمة الاجتماعية إلى أن الإدراك هو كل العمليات العقلية من تفكير وذكاء وتخيل وتحليل وربط بين الحقائق وتذكر وغيرها من العمليات التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وبمعنى آخر يمكن القول أن كل نشاط يقوم به الإنسان يتضمن مظهراً للإدراك. فالسلوك الإنساني يتضمن مظهراً للإدراك، والمشاعر الإنسانية تتضمن مظهراً للإدراك وعلى هذا هناك تداخل بين السلوك والمشاعر والإدراك فكل منهم يؤثر ويتأثر بالآخر. وعلى هذا فكل سلوك يصدر من الإنسان يكون ذو هدف وغاية وهو بذلك يتضمن مظهراً من مظاهر الإدراك.
ويرى Ellis (1979) أن الأسلوب العلاجي الذي يقدمه يعتمد على التفاعل والتداخل بين مكونات ثلاث (السلوك- الإدراك- المشاعر) ويرى أنه أسلوب علاجي شمولي من حيث النظرة إلى تفسير السلوك الإنساني غير المتوافق.
لقد حاول Ellis أن يقدم تفسيراً للسلوك الإنساني يعتمد على السببية الدائرية Circular Causality، بمعنى أن النموذج الطبي القائم على السبب والتأثير Cause- effect لم يعد مناسباً في تفسير السلوك الإنساني بسبب التداخل بين مظاهر السلوك الإنساني والتغير في طبيعته فضلاً عن الاختلاف في طبيعة الشخصية الإنسانية من فرد لآخر. وعلى ذلك لا يمكن فهم وتفسير وتحليل مخرجات السلوك الإنساني ما لم يتم دراسة هذه المكونات الثلاث: السلوك والإدراك والمشاعر.
وبناء على هذا التفسير النظري الذي يقدمه Ellis في هذا الأسلوب العلاجي يمكن استعراض المفاهيم الأساسية التي يقوم أسلوبه العلاجي عليها:-
1- نظرية A- B- C
لقد قدم Albert Ellis نظرية فلسفية تقوم على أن الاضطرابات السلوكية والعاطفية هي نتاج للتفكير غير المنطقي الذي ينتهجه الإنسان في رسم معالم حياته. ويرى Ellis أن الإنسان يفكر بطريقة غير منطقية من خلال الأسلوب التعسفي في التفكير ورمز إلى هذا الأسلوب بصيغة الأوامر "يجب أن أفعل...." "يجب أن أكون...." "لابد أن أنجح في.....".
ويرى أيضا أن الأساليب العلاجية التقليدية تخطيء كثيراً في التركيز على الماضي وجعل الإنسان يسترجع ذلك الماضي الذي لا يمكن تغييره أو الرجوع إلى العيش فيه، كما أن التعبير عن أفكار وخبرات ومشاعر الماضي لا تفيد الإنسان كثيراً وإنما تعمل على تفاقم المشكلة بدلاً بمن حلها.
وعلى العكس من ذلك يؤكد Ellis أن أسلوبه العلاجي يسعى إلى تعاون الأخصائي مع العميل في دحض الأفكار الخاطئة التي يعتنقها العميل في الوقت الحاضر من خلال الحوار المنطقي الواعي وهذا بدوره سوف ينعكس على مشاعر العميل وسلوكه.
(المشاعر والسلوك) C (الاعتقاد) B (الحدث) A
المصاحبة
مشاعر F (التأثير) E (التدخل) D
جديدة المهني
شكل (1) نظرية A-B-C
ويمكن توضيح الشكل (1) الذي يمثل النظرية التي قدمها Ellis في تفسير الاضطرابات وكيفية علاجها من خلال أن الحرف (A) يرمز إلى الحدث سواء كان سلوكاً أو حادثه أو اتجاه يصدر من الإنسان. والحرف (c) يرمز إلى السلوك أو المشاعر المصاحبة أو ردة فعل الإنسان حيال ذلك الحدث. سواء كان رد الفعل ملائماً أو غير ملائم. ويرى Ellis أن الحدث (A) ليس هو المسبب للنتيجة (C) ولكن (B) الذي يرمز إلى الاعتقاد الخاطىء الذي يحمله الإنسان حول الحدث (A) هو الذي يؤدي إلى الاضطراب في المشاعر والسلوك (C).
ومثال ذلك: أن الطالب الذي يصاب بالاكتئاب نتيجة لإخفاقه في الاختبار النهائي للثانوية العامة وعدم حصوله على نسبة تؤهله لدخول كلية الطب، لا يمكن أن يعزى الإكتئاب لما حصل له في الاختبار ولكن يمكن أن يعزى ذلك إلى أفكار الطالب الخاطئة حول الفشل في عدم دخوله كلية الطب. وعلى هذا فالحدث وهو الإخفاق (A) ليس هو المسؤول حول الاكتئاب (C) الذي يعاني منه (Ellis, 1979b).
ويضيف Ellis أن هذه الأفكار الخاطئة وغير المنطقية تعزز من خلال العبارات مثل. "أنا إنسان فاشل" أو "الفشل يعني النهاية بالنسبة لي" أو "أنا شخص عديم الفائدة". ومن هنا يرى Ellis أن الشعور الإنساني يتحدد من خلال الطريقة التي يفكر بها.
والعلاج عند Ellis يأتي من خلال دحض الأفكار الخاطئة والغير منطقية (D) والذي يشير إلى الطريقة العلمية والأسلوب العلاجي الذي ينتهجه الأخصائي الاجتماعي في مساعدة العملاء على مواجهة وتغيير الأفكار الخاطئة.
ويرى (Ellis & Bernard, 1986) أن هناك ثلاثة مكونات لعملية دحض الأفكار الخاطئة هي:-
1- عملية الاكتشاف: وهنا يتعلم العميل كيف يكشف الأفكار الخاطئة وغير المنطقية.
2- عملية الحوار مع الذات من أجل دحض هذه الأفكار الخاطئة وإحلال الأفكار العقلانية المنطقية بدلاً منها.
3- عملية التمييز بين الأفكار الخاطئة والأفكار غير الخاطئة في التفكير من أجل تجنب ذلك مستقبلاً.
ويشير Ellis أن النتيجة التي يمكن استخلاصها من هذه العملية يمكن ملاحظة تأثيرها في (E) الذي يرمز إلى تأثير عملية دحض الأفكار الخاطئة وبالتالي ينتج عن هذا سلوك أو مشاعر جديدة F خالية من مظاهر الاضطراب السلوكي والعاطفي.
وخلاصة هذه النظرية التي قدمها Ellis في تفسيره للاضطراب وكيفية علاجه يمكن أن تتضمن الخطوات التالية:-
1- الاعتراف الكامل بالمسؤولية حول نشأة المشكلات التي يعاني منها الأفراد والجماعات.
2- تقبل فكرة أن الأفراد لديهم القدرات والإمكانات التي تؤهلهم للتصدي وتغيير الاضطرابات السلوكية والعاطفية التي تواجههم.
3- إدراك أن المشكلات التي نعاني منها تنشأ من خلال الأفكار الخاطئة التي نؤمن بها.
4- معرفة واكتشاف هذه الأفكار الخاطئة ثم دحضها هو الطريقة المثلى للعلاج.
5- استخدام التفكير العقلاني المنطقي في دحض الأفكار الخاطئة وإحلال الأفكار العقلانية بدلاً منها.
6- تقبل الحقيقة القائلة أن العملاء متى ما كانت لديهم الرغبة في التغيير والعمل على ذلك فإنهم قادرون على مواجهة مشكلاتهم بفاعلية.
7- الاستمرارية في عملية دحض الأفكار الخاطئة فهي لا تنتهي عند حد معين.
* الأهداف العلاجية:-
يمكن تحديد الأهداف العلاجية للعلاج السلوكي العاطفي العقلاني في تمركزها حول دحض الأفكار الخاطئة والوصول بالعميل إلى القدرة على تحليل تلك الأفكار وإحلالها بالأفكار المنطقية التي تتلاءم مع البيئة التي يعيش فيهاب. هذا بالإضافة إلى اكتساب العميل للمهارات العقلية ا لتي تمكنه من بناء تصورات ذهنية وعقلية بناءة وإيجابية حول المعتقدات الخاطئة التي ساهمت في الاضطراب العاطفي والسلوكي.
وللوصول بالعميل إلى عملية دحض الأفكار الخاطئة يسعى العلاج السلوكي العاطفي العقلاني إلى محاولة إقناع العميل بأن معظم المشكلات التي يعاني منها تعود في عوامل التي يعاني منها تعود في عواملها إلى معتقدات خاطئة وتصورات ذهنية فلسفية لا تستند إلى الحقائق الموضوعية فالشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب لا تمثل إلا أعراضاً للمشكلة الرئيسية المتمثلة في الأفكار التي يحملها الإنسان حول طبيعة المواقف التي يواجههاْ (Bernard, 1992).
ومن هنا فإن الهدف من العلاج يجب أن يتركز حول الاتجاهات والأفكار الخاطئة ومحاولة تعديلها أو إزالتها بدلاً من التركيز حول تلك الأعراض الناتجة عن تلك الأفكار.
وبالرغم من الهدف الرئيسي الذي يسعى هذا الأسلوب العلاجي الوصول إليه، فإن مؤسس هذا العلاج Ellis حاول تقديم مجموعة من الأهداف يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى مساعدة العميل على الوصول إليها ومنها:-
1- تحقيق الرغبات الشخصية.
2- تحقيق الرغبات الاجتماعية.
3- مساعدة العميل على تحقيق التوجيه الذاتي.
4- القدرة على تحمل الألم الناتج عن مواجهة المواقف المؤلمة.
5- تقبل المواقف الإنسانية غير السارة.
6- القدرة على التفكير العلمي الموضوعي.
7- الالتزام بالعملية العلاجية بالرغم من الألم الناتج عنها.
8- تحمل المسؤولية.
* دور الأخصائي الاجتماعي:-
على الرغم من أن العلاج السلوكي العاطفي العقلاني يعتبر في نظر الكثيرين أسلوباً تعليمياً يضطلع فيه الأخصائي الاجتماعي بدور المعلم الذي يقع على عاتقه تعليم العميل عمليات مجادلة النفس ودحض الأفكار الخاطئة (Wessler & Wessler, 1980)، إلا أن هناك مجموعة من المهمات التي يمكن استخلاصها من الكتابات التي قدمها Ellis حول هذا الأسلوب العلاجي يمكن إيجازها في الآتي:-
1- مساعدة العملاء على إدراك أن لديهم الكثير من الأفكار الخاطئة حول الأحداث التي يمرون بها متمثلة في هيئة أوامر موجهة مثل: "يجب أن تفعل…." "يجب أن تنجح في الاختبار" "يجب أن تحقق نسبة عالية في الثانوية العامة" "يجب أن تكون زوجاً مثالياً". وهكذا.
2- مساعدة العملاء على فهم أن المشكلات التي يعانون منها تزداد حدة وتفاقما من خلال الاستمرار في التفكير غير المنطقي وغير العقلاني.
3- مساعدة العملاء على تعديل التفكير من اللاعقلانية إلى العقلانية. بمعنى أن العميل يحاول تعديل الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي سببت له الشعور بالضيق والإحباط. وهنا على الأخصائي الاجتماعي أن يساعد العميل على فهم الدائرة الخبيثة في التفكير وهي تعني أن الأفكار الخاطئة لا تعالج بالتفكير الغير منطقي بل عوضا عن ذلك بالتفكير العلمي.
4- وأخيراً، مساعدة العميل على تنمية أفكار إيجابية لتحل محل الأفكار الخاطئة. والمهمة لا تقف عند عملية الإحلال بل تتعدى ذلك إلى مساعدة العميل على الاستمرار في عملية دحض الأفكار الخاطئة وذلك حتى لا ينتكس العميل بالرجوع إلى أن يكون ضحية للأفكار الخاطئة.
* الأساليب العلاجية المستخدمة:-
يعتبر هذا الأسلوب العلاجي في نظر الكثيرين من الممارسين مجموعة من الأساليب العلاجية من حيث اشتماله على مجموعة من الأساليب العلاجية المتداخلة كالأساليب الادراكية Cognitive والأساليب الوجدانية Affective والأساليب السلوكية Behavioral. ويزعم مؤسس هذا النموذج العلاجي -Albert Ellis- أن هذه الأساليب العلاجية ذات كفاءة وفاعلية في التعامل مع المشكلات الإنسانية كالقلق والاكتئاب، والغضب، والمشكلات الأسرية. ومشكلات التنشئة الاجتماعية، واضطرابات الشخصية، والإدمان، واضطرابات النوم، واضطرابات العلاقات الاجتماعية.
ويؤكد Ellis فعالية هذا الأسلوب العلاجي في كونه يتناول مكونات الشخصية، العاطفة، السلوك، الإدراك، وفيما يلي استعراض للأساليب العلاجية التي قدمها Ellis في تضيق هذا الأسلوب العلاجي:-
أولاً: الأساليب الإدراكية
إن سمة هذا الأسلوب العلاجي ارتكازه الأكبر على الأساليب الإدراكية في دحض الأفكار الخاطئة التي يعتبرها العامل الرئيسي في نشأة المشكلات الإنسانية، كما يعتبرها الهدف الرئيسي الذي يسعى العلاج الوصول إليه. ومن هنا يسعى الممارسون لهذا الأسلوب العلاجي إلى مساعدة العميل على اكتشاف طرق التفكير الخاطئة ومن ثم مواجهتها بطرق واقعية، ومن هذه الأساليب:-
1- دحض الأفكار غير العقلانية:-
في هذا الأسلوب الإدراكي يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى مجادلة العميل حول الأفكار الخاطئة غير العقلانية التي ساهمت في نشأة المشكلات التي يعاني منها. والأخصائي لا يقوم بذلك لوحده بمعنى أن يقف العميل موقف سلبي في هذه العملية بل إن الأخصائي الاجتماعي يعلّم العميل كيف يقوم بذلك لوحده من خلال اكتشاف طرق التفكير والمسلمات والمعتقدات التي يؤمن بها ويبني عليها أنماط سلوكه ومشاعره. ومن الأسئلة التي يوجهها الأخصائي الاجتماعي للعميل ليجيب عليها. "أين الدليل على ما تقوله أو ما تشعر به؟" و "لماذا تكون الحياة مأساوية إذا لم تجر الحياة بالشكل الذي تريد؟" و "هل هو نهاية العالم إذا لم تتحقق أحلامك في الحياة؟".
إن مثل هذه الأسئلة الجدلية والحوارية تجعل العميل يعيد التفكير في الأفكار التي يتخذها مسلمات وحقائق وبالتالي يبدأ في إعادة التفكير بها واختبار مصداقيتها ومدى تأثيرها على حياته.
2- أسلوب الواجبات الإدراكية:-
يعتبر هذا الأسلوب وسيلة سريعة للوصول إلى الأساليب الخاطئة في التفكير وخاصة تلك التي تتسم بالأمر Absolutistic وهنا يطلب الأخصائي الاجتماعي من العميل عمل قائمة بالمشكلات الإنسانية التي يعاني منها ثم النظر في كل مشكلة على حده ومن خلال مساءلة الذات حول نشأة هذه المشكلة (لماذا؟) والطريقة التي يفكر بها حول هذه المشكلة. هذا الأمر يمكن الأخصائي الاجتماعي من بناء نظرية A-B-C حول المشكلة المقصودة ثم مساعدة العميل على تحديد النمط التفكيري الخاطيء الذي ساهم في تأثير المشكلة.
مثال:-
شخص يخاف من التواجد في الأماكن الاجتماعية ودائم ما يقول لذاته: "أنا شخص غير محبوب" "أنا أبدو بين الناس غريب"، "أشعر أن الكل ينظر إلي بريبة".
هذا الشخص ممكن أن يعطى رسائل إيجابية مثل: "إنه لشيء يدعو للسرور أن أكون محبوباً من الجميع ولكن رضى الناس غاية لا تدرك" "قد ينظر إليّ الناس باستغراب ولكن ليس كل العالم يراني غريباً".
إن مثل هذه العبارات تشجع العملاء على النظر إلى الأحداث والمواقف التي يواجهونها نظرة شمولية فيها اتساع للأفق وبعداً عن التفكير الضيق المحصور في الذات، كما أن ذلك يساعدهم على تنمية التفكير المنطقي.
3- تغيير مفردات اللغة:-
يؤكد أعضاء هذا الأسلوب العلاجي على أن اللغة غير الدقيقة والمحددة تساهم في تشتيت عمليات التفكير. والمقصود هنا مفردات اللغة المحكية. إذ أن الكلمة الواحدة قد يكون لها أكثر من معنى وقد يكون سياق الكلام ذو معنى آخر غير الذي يقصده المتحدث. ومن هنا يعطى الممارسون بهذا الأسلوب العلاجي أهمية كبرى لمعاني الكلمات حيث أن تلك المعاني هي التي تشكل طريقة الاستجابة (التفكير).
مثال:-
هناك فرق بين: "إنه لأمر سيء جداً أن أرسب في الامتحان" وبين "إنه من غير المحبب لي أن أرسب في الامتحان".
مما لا شك فيه أن الجملة الأولى تحمل نظرة سلبية تشاؤمية للحدث الذي يمكن حدوثه بينما الجملة الثانية تحمل نظرة إيجابية تفاؤلية لذلك الحدث متى وإن وقع.
4- استخدام المرح:-
يعتبر هذا الأسلوب العلاجي من أكثر الأساليب العلاجية استخداماً للمرح أثناء الجلسات العلاجية. والهدف من ذلك هو محاولة إخراج العملاء من الجدية المبالغ فيها والتي قد تضخم وتفاقم المشكلة وتأثيرها على العميل. كما أن المرح يساعد العملاء على التخلص من الضغوط النفسية المصاحبة للمشكلات التي يعانون منها وبهذا يكونون أكثر قدرة على التفكير المنطقي الواعي.
ثانياً: الأساليب الوجدانية
في هذه الأساليب العلاجية يتم التركيز على تغيير المشاعر السلبية المصاحبة للمشكلات التي يعرضها العملاء وليس التركيز على الاستغراق في تلك المشاعر بقدر ما هو على مساعدة العملاء على تحويل تلك المشاعر إلى مشاعر إيجابية تخدم العملية العلاجية وتسرّع من عملية التغيير. ومن الأساليب الوجدانية التي قدمها Ellis في أسلوبه العلاجي.
1- التخيل العاطفي العقلاني:-
هذا الأسلوب العلاجي عبارة عن عملية عقلية تساعد العميل على تأسيس أنماط من المشاعر من خلال مساعدة العميل على تخيل التفكير المنطقي، والسلوك، والمشاعر ثم محاولة تطبيق ذلك واقعياً في الحياة (Maultsby, 1984). ومثال ذلك بأن يتخيل العميل أسوأ ما سوف يحدث له وكيف يتصرف إن حصل ذلك وماذا سيشعر به إن حصل.
ويزعم (1988) Ellis أنه كلما مارس الإنسان التخيل العاطفي العقلاني عدة مرات في الأسبوع. سوف يصل إلى حالة من التوافق النفسي والاجتماعي تجعله يتجاوز الأحداث والمواقف غير المريحة التي يمكن أن تواجهه.
2- لعب الدور:-
لا يقتصر هذا الأسلوب العلاجي على العلاج السلوكي العاطفي الوجداني الذي قدمه Ellis بل إننا نجد لعب الدور في الكثير من الأساليب العلاجية الأخرى المستخدمة في العلاج النفسي. ولكن أسلوب لعب الدور في هذا الأسلوب العلاجي يرتكز بالدرجة الأولى على مساعدة العملاء في تغيير الأفكار الخاطئة غير العقلانية المسببة لمشكلاتهم.
مثال:-
المرأة التي ترغب في مواصلة تعليمها بعد أن تخطت الأربعين وأنجبت الأطفال وتخشى من الفشل وعدم القبول بالجامعة يمكن لها أن تستخدم هذا الأسلوب (لعب الدور) بإجراء مقابلة شخصية مع نفسها متخيلة وجود اللجنة أمامها ومن خلال ذلك يمكنها أن تقف على مشاعر القلق والأفكار غير العقلانية المرتبطة به ثم محاولة تغييرها.
3- استخدام القوة والحزم:-
إن الهدف من استخدام القوة والحزم والسلطة مع العملاء أثناء العلاج هو مساعدتهم على تكوين الاستبصار العقلي والاستبصار الوجداني. أيضا مساعدة العملاء على إنشاء حوارات مع الذات من شأنها أن تساعدهم على استكشاف الأفكار الخاطئة وتغييرها.
ثالثاً: الأساليب السلوكية
معظم الأساليب العلاجية المستخدمة هي ذاتها تلك الأساليب التي قدمتها المدرسة السلوكية على اختلاف أساليبها ومنها: التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي، والعقاب وغيرها والتي تم تقديمها في هذا الكتاب أثناء استعراض العلاج السلوكي.
* تقييم الأسلوب العلاجي:-
على الرغم من أن الأسلوب العلاجي الذي قدمه Ellis يعتبر شمولياً من ناحية اهتمامه بالأفكار والمشاعر والسلوك في تفسير عوامل المشكلات الإنسانية، إلا أن هناك بعض النقد الذي وجه لهذا الأسلوب والتي يمكن استعراض أبرز نقاطه فيما يلي:-
1- من أكثر الانتقادات التي وجهت لهذا الأسلوب العلاجي إغفاله لجانب اللاشعور وما يمثله من تأثير في شخصية الإنسان. فالعمليات اللاشعورية مثل فلتات اللسان، والأحلام لا تمثل أهمية لدى الممارسين بهذا الأسلوب العلاجي، ومن هنا هم لا يعطون الاهتمام بأحداث الماضي وما تمثله من تأثير في حياة الإنسان لاحقاً.
2- على الرغم من أن معظم الممارٍسين للعلاج السلوكي العاطفي العقلاني الذي قدمه Ellis يؤكدون أهمية بناء العلاقة المهنية بين الأخصائي والعميل، فإن أبعاد تلك العلاقة المتمثلة في التعاطف والاهتمام الشخصي والرعاية لا تمثل لدى Ellis مكونات أساسية في فاعلية العلاج.
ويمكن القول أنه لا يمكن تصور علاقة مهنية إيجابية بين الأخصائي الاجتماعي والعميل ما لم يتم بناءها على الاهتمام والتعاطف والرعاية والفهم لأن العلاج لا يمكن أن يقتصر على عملية دحض الأفكار الخاطئة ومواجهة العميل بها ما لم يؤسس على الثقة المتبادلة بين طرفي العلاقة.
3- يعتبر هذا الأسلوب العلاجي أسلوباً مباشراً وموجهاً يسعى إلى مجابهة العميل بالأفكار الخاطئة وتغيير أنماط التفكير الخاطيء.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: هل كل العملاء لديهم المقدرة على المواجهة؟. لا شك أن العملاء مختلفون في قدراتهم العقلية والنفسية والاجتماعية، فمنهم من لديه الصبر على تحمل المواجهة ومنهم من لا يستطيع ذلك. وعموماً فالقدرة على المواجهة يحكمها نوعية العملاء ونوعية المشكلات.
4- ومن النقد الذي يوجه لهذا الأسلوب العلاجي سوء استخدام السلطة والقوة من الممارسين أثناء العملية العلاجية. ويحدث ذلك عندما يحاول الأخصائي الاجتماعي عن قصد أو غير قصد من فرض آراءه واتجاهاته الفكرية على العملاء خلال عملية الحوار. وهذا يؤدي إلى أن العملاء لا يصلون إلى عملية التغيير المرغوبة التي ينشدونها بل إن التغيير يفرض عليهم من قبل الأخصائي الاجتماعي.
5- ومن هنا نلاحظ أن الممارسين لهذا الأسلوب العلاجي يجب أن يفصلوا بين آرائهم وأفكارهم وما يؤمنون به وبين تلك الخاصة بالعملاء وهذا يتطلب قدراً كبيراً من المهارات يمكن اكتسابها من خلال التدريب المهني قبل الشروع في عملية الممارسة المهنية.

1- Bernard, M. (1992). Staying Rational in an Irrational World. Carol Publishing, New York.
2- Corey, G. (1996). Theory and Practice of Counseling and Psychotherapy. Brooks/Cole Publishing Company, New York.
3- Dobson, K. & Block, L. (1988). Historical and Philosophical Bases of the Cognitive Behavioral Therapies. Guilford Press, New York.
4- Ellis, A. (1979). The Theory of Rational –emotive Therapy. Brooks/Cole, CA.
5- Ellis, A. & Bernard, M. (1986). What is Rational Emotive Therapy. Springer, New York.
6- Ellis, A. (1988). How to Stubbornly Refuse to Make Yourself Miserable about Anything – Yes, Anything. Lyle Stuart, NJ.
7- Ellis, A. & Yeager, R. (1989). Why Some Therapies Do Not Work. Prometheus Books, New York.
8- Greene, R. & Ephross, P. (1991). Human Behavior Theory and Social Work Practice. Aldine De Gruyter, New York.
9- Mahoney, M. (1977). Reflections on the Cognitive – Learning Trend in Psychotherapy. American Psychologist, 32, 5-13.
10-Maultsby, M. (1984). Rational Behavior Therapy. Prentice-Hall, NJ.
11-Wessler, R. & Wessler, R. (1980). The Principles and Practice of Rational-Emotive Therapy. Jossey-Bass, San Francisco












توقيع : mustapha kadiri

نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة فكيف أبكي على شيء إذا ذهب
الإمام الشافعي
Là où il y a une volonté, il y a un chemin.
Vladimir ilitch Oulianov Lénine 1870-1924

MUSTAPHA FACEBOOK

عرض البوم صور mustapha kadiri   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 04:50 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
مين
اللقب:

مشرفة عامة 

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مين

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 413
المشاركات: 388 [+]
بمعدل : 0.07 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mustapha kadiri المنتدى : مواضيع عامة في السيكولوجيا
افتراضي رد: Rational Emotive Behavior Therapy

مشكور اخى الفاضل mustapha kadiriعلى هذا الموضوع القيم












توقيع : مين




www.rasoulallah.net


نـــجمـــــة مـــــصــــــر

عرض البوم صور مين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
behavior, emotive, rational, therapy


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 08:35 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه