العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > اللسانيات العربية واللسانيات المعرفية > اللسانيات العربية
 
 

اللسانيات العربية يهتم المنتدى بكل قضايا اللسانيات العربية قديمها وحديثها، تركيزا على كل مستويات الدرس اللساني (صوتيات، صرف، تركيب...)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-11-2008, 05:54 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
nadia mourzak
اللقب:

مشرفة عامة 


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 331
المشاركات: 92 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
nadia mourzak غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : اللسانيات العربية
افتراضي المنهج اللساني في دراسة الأدب بقلم حسين الهنداوي

[align=center]نشر هذا المقال على موقع "دنيا الرأي"بتاريخ28-03-2006.[/align][[align=justify]align=center]
المطلّع على تاريخ الأمم السابقة يجد أنه حافل بالدراسات اللسانية كما يقول الباحث اللساني الإنكليزي / روبنز / فقد أسترعت الظاهرة اللغوية (( صوتاً وتركيباً ودلالة )) انتباه الإنسان ، فالحضارة الهندية بحثت في مجال الصوتيات اللغوية منذ أربعة آلاف سنة على يد / بانيني / واليونان استفادوا من بحوث الإغريق اللغوية التي قدمها أفلاطون وأرسطو والمدرسة الرواقية ولا سيما في المجال الدلالي البلاغي . والصينيون واليابانيون ساهموا في هذه الدراسات على يد اللساني / هياكاوا / في كتابه اللسانيات الشرقية والعرب ساهموا في التحويل الكبير في مسيرة لتراث اللغوي العالمي بما خلّفوه من تراث لغوي يضم :

- كتب النحو والشروح التي تناولته (( نحويّات )) .

- كتب التجويد وفق قراءة القرآن (( صوتيات )) .

- كتب البلاغة (( دلاليات )) .

- كتب الفلسفة والمنطق .

- كتب التفاسير القرآنية والنبوية .

- كتب دواوين العرب الشعرية والنثرية وشروحها .

- كتب الموسوعات المعرفيّة / الجاحظ – ابن حزم / .

- كتب المعاجم واللغة .

- كتب التاريخ .

وقد حفل التراث اللغوي العربي بركامٍ معرفيٍ تناثر في تاريخ الحضارة العربية .

ذلك أن العرب القدماء أرادوا تفسير الظاهرة اللغوية كما فسروا الظواهر الإنسانية والطبيعية خدمة للنص القرآني . ومما يسترعي الانتباه حديثاً أن التطور قد شمل بحوث اللسانيات الحديثة تهتم بالأصوات اللغوية والتراكيب النحوية ، والدلالات والمعاني اللغوية ، وعلاقة اللغات البشرية بالعالم الفيزيائي من خلال دراسة عملية تستخدم المقاييس التالية ومن خلال ملاحظة الظواهر اللغوية والتجريبية ( الاستقراء المستمر ) ، وبناء نظريات لسانية كلية وضبط هذه النظريات ومن ثم ضبط الظواهر اللغوية واستعمال النماذج والعلائق الرياضية .

وللسانيات فروع متعددة كل منها يختص بناحية جزئية :

فاللسانيات النظرية : تبحث في النظريات اللغوية الحاضرة والماضية من خلال (( الصوتيات الفيزيولوجية النطقية و الصوتيات الفيزيائية و الصوتيات السمعية الدماغية)) والنحويات أو علم التراكيب المتضمن (( بناء الجملة – بناء الكلمة – التقديم والتأخير في العناصر اللغوية )) والدلاليات أو علم المعنى الذي يشمل ((علم المعنى الخاص والعام وعلى بنية الدلالة في الدماغ وعلم التعرف على اللغة عندما تختزن في الدماغ وعلم التعرف على اللغة عندما تختزن في الدماغ دون معرفتها وعلم فهم اللغة عندما تختزن في الدماغ مع فهمها وعلم المشترك والترادف .... )) .

واللسانيات الانثروبولوجية : وتبحث في صلة اللغة بأصل الإنسان لأنها عضو بسيولوجي إنساني .

واللسانيات التطبيقية : وتبحث في التطبيقات الوظيفية التربوية للغة من أجل تعليمها والمنهجية لتقنيات تعليم اللغة (( أصول تدريس مناهج تدريس )) .

واللسانيات الاجتماعية : وتبحث علاقة اللغة بالمجتمع لأن اللغة ظاهرة اجتماعية تتفق عليها الجماعات وتعكس عادات وتقاليد وثقافة اجتماعية .

واللسانيات البيولوجية : وتبحث في علاقة اللغة بالدماغ ومقارنتها بالبنية الادراكية عند الحيوان والتطور اللغوي البيولوجي عند الأطفال .

واللسانيات الرياضية : وتبحث في اللغة كظاهرة حسابية مركبة صوتاً وتركيباً ودلالة ومنظمة بحيث يمكن وضعها في أطر رياضية لإثبات ما قاله / تشومسكي / من أن اللغة آلة مولدة قادرة على توليد ما لا نهاية له من الرموز اللغوية بطرق محددة .

واللسانيات الحاسوبية : التي تستعمل الكمبيوتر من أجل الدقة والسرعة في البحوث اللغوية والترجمة اللغوية ولقد استرعى انتباه دارسي الأدب استعمال اللغة من قبل اللسانيين وأدركوا أنه يمكن لهم أن يستفيدوا منها في مجال الدراسة الأدبية وإذا كان اللجوء إلى المنهج الاجتماعي والنفسي في مواجهة التجربة الإبداعية خارج عن طبيعة الأدب فإن الإستعانة باللسانيات يأتي من داخل الأدب بعد أن استطاعت هذه المباحث أن تحقق تطورات كبيرة في القرن العشرين فالموضوع المدروس في هذا المنهج هو اللغة الإنسانية التي توظف في الأدب توظيفاً جمالياً .

وأداة الدراسة هي لغة المفاهيم والمصطلحات فاللساني يستخدم اللغة في دراسة اللغة استخداماً خاصاً فيحلل ويركب ويشرح ويفسر ويحكم ويستقريء ويستنتج ويخرج بحقائق تتصل بجوانب اللغة لإقامة نظام يستوعب هذه الأشكال كلها ويجعل أمر وجودها ممكناً ضمن نظام لغوي ، ودارس الأدب لسانياً يشرح ويفسر ويحلل ويوازن لإقامة نظام أدبي يحكم أنتاج هذه النصوص أو ما يسمى بنظرية الأدب الداخلية أو الشعرية .

وتبدو اتجاهات أصحاب المنهج اللساني في دراسة الأدب تسير في منحيين :

1- استلهام الأنموذج اللساني كلياً أو جزئياً على اعتبار أن الأدب شكل من أشكال الممارسة اللغوية المتميزة بسيادة الوظيفة الجمالية لاستخلاص النظام الذي يحكم النصوص الأدبية في فن من الفنون .

وفي بحث ناقد الأدب عن النظام الأدبي الخاص بأدب أمة ما يفترض فيه أن يبدأ من دراسة الإنشاءات الأدبية الفردية / نصوص مختلفة / ثم يضعها تحت عناوين الأجناس الأدبية ثم يستنبط الأعراف والقوانين والمعايير والقيم والضوابط التي تحكم إنتاجها والتي تشكل النظام الأدبي / الشعري / ففي دراستا لمجموعة قصص لكاتب من الكتاب نكتشف النظام الأدبي الذي يحكم إنتاج القصة لديه وفي دراستنا لما أنتجه كتاب القصة في بلد من البلدان نكتشف النظام الأدبي الذي يحكم القصة في ذلك البلد .

ويمكن أن نأخذ مستوى من مستويات اللغة ونستلهمه جزئياً كاستلهام المستوى النحوي وتطبيقه على المسرح والقصة ( فالجملة في اللغة العربية تتألف من فعل وفاعل ومفعول به وظرف وجار ومجرور ومنصوبات ) ويمكن استلهام ذلك في المسرحية . فالعمل المسرحي هو الفعل والشخصية التي تؤدي هذا العمل هي الفاعل والشخصيات المتأثرة بالعمل هي المفعول به والمحتوى الزماني والمكاني هما ظرفا الزمان والمكان والحوافز والغايات هي المفعول لأجله والمؤكدات هي المفعول المطلق .

2- توظيف المصطلح اللساني في دراسة الأدب باعتبار أن الأدب فن لغوي (( إنشاء لغوي)) فإنه بوسع دارس الأدب أن يستخدم المصطلح اللساني في وصفه لهذا الإنشاء بمستوياته المختلفة وأن يصغ توظيفاً أفضل لمختلف وجوه العمل الأدبي وأن يستخدم معطيات هذا التوظيف في تحديد ما يجعل الأدب أدباً بشكل عام أو يفسر جمالية وجه من وجوهه فدارس الأدب يستطيع أن يصف لسانياً المستويات التالية من العمل الأدبي :

(( المستوى المعجمي _ الصوتي _ الوظيفي الصوتي _ الصرفي _ الدلالي _ النحوي _السياقي الإنشائي )) .

يقول د. رضوان قضماني في مقاله / ملامح في الشعر العربي الحديث في سورية / مجلة الموقف الأدبي عدد / 217 – 219 / 1989 ص 219 (( الشعر ممارسة لغوية إبداعية تتم بقوانين أدبية اجتماعية تاريخية تقوم على التعامل مع منظومة اللغة نفسها لتجعل منها منظومة إبداع وتتجلى عبقرية الشاعر في الإمساك بتلك القوانين التي تدير الكلام وتتحكم به والنظرة اللسانية إلى الشعر لا تفصل بين الدلال والمدلول أو بين الشكل والمادة أو بين العبارة والمحتوى بل ترى في الشعر عملاً تتحقق فيه وظائف اللغة الثلاث (( الوظيفة المرجعية _ والوظيفة الإيديولوجية _ والوظيفة الشعرية )) دون فصل لأن النص الشعري علاقة غير منفصمة كما يؤكد / لوتمان (1) / )) .

ويضيف د . قضماني (( أن الوظيفة المرجعية ترتبط بالواقع والعلاقة مع الواقع مفتاح الدخول إلى الشعر والعلاقة اللسانية جزء من الواقع المادي والوظيفة الإيديولوجية أدراك واع لذلك الواقع وللعلاقة اللسانية دور إيديولوجي جلي فعندما تتحول العلاقة اللسانية / الخبز / إلى رمز ديني تتحول إلى علامات إيديولوجية (2) )) .

وبما أن اللغة هي الواقع المباشر للفكرة وأن العلاقة اللسانية هي اتحاد بين الدال والمدلول فإن الشعر هو اتحاد بين الدال والمدلول (( اللغة والفكرة )) اللتين تحققان الوظيفتين المرجعية والإيديولوجية وتلتقيان عند الوظيفة الشعرية .فالنظر في بنية الشعر العربي في سوريا في قصائد الثمانينات يدفعنا إلى التوقف عند المستوى الوظيفي الذي يبحث في الكلمة وظيفتها في اللغة _ في الشعر _ من خلال السياق . ( التراكيب _ تراكيب القصص الشعري التي تمليها ضرورة المونولوج حيث تتزاوج صيغة المتكلم مع المخاطب مع الغائب لتتحد في صيغة دلالية _ تراكيب قصيرة ومستقلة ... كل منها صورة فنية قائمة بذاتها ) .

وتراكيب تضفي على النص الشعري حساسية خطابية (( شعر التحريض )) حيث يسود فيها النداء والتمني والمستوى الصوتي القائم على الإيقاع الذي يجمع الوزن والقافية فالشعر في جانبه الصوتي تطبيق منظومة وزنية إيقاعية منظومة لسانية (3) )) .

إن توظيف المصطلح اللساني في دراسة الأدب تدفع بالدارس أن يفتح آفاقاً جديدة الإطلاع على جوانب النص الأدبي وتفتح أمام القارئ عوالم جديدة يكتشف من خلالها أفق تجربة الأديب الخاصة وآفاق تجارب الشخصيات التي أستلهمها هذا الأديب .

فالواقع الأدبي يشير إلى أن للغة أهمية عظيمة في فهم الأدب لأنها من مكوناته الأساسية وهي أداته التي من خلالها يمكن للأدب أن يرسم تجارب الحياة فاستعمال الأديب لصيغة الفعل المضارع في عمل أدبي ما له دلالة تتعلق بواقع العمل وشخصية الأديب استعمال ضمير المتكلم أو المخاطب أو الغائب له دلالة خاصة والإكثار من استعمال صيغة الحال أو الأسماءله دلالات مهينة . وإنه لمن نافلة القول أن ندّعي أن دراسة الأدب لسانياً تكفي في فهم غوامض النص الأدبي وإن كانت ضرورية في تسليط اضاءات على ذلك النص .[/align][/align]

[align=center]حسين علي الهنداوي/ سوريا

hosn955@shuf.com[/align]












عرض البوم صور nadia mourzak   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأدب, اللساني, المنهج, الهنداوي, بقلم, دراسة, حسين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 09:19 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه