العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > خاص بالإنتاجات العلمية والتربوية للدكتور مصطفى بوعناني > إبداعات في الشعر والقصة
 
 

إبداعات في الشعر والقصة يتضمن هذا الفرع إبعات الدكتور مصطفى بوعناني: الشعرية والقصصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-11-2015, 06:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
مصطفى بوعناني
اللقب:

مشرف عام

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مصطفى بوعناني

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 317
المشاركات: 22 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مصطفى بوعناني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : إبداعات في الشعر والقصة
افتراضي مجالي العروج إلى الحرف بالمجاهدة


مجالي العروج إلى الحرف بالمجاهدة

مصطفى بوعناني
الحوار المتمدن - العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13

فتوح:
"هَيْهَـاتَ.. قَدْ سَلَكَ مع النَّفَسِ مَجْرَاهُ، واتَّسَعَتِ التَّجَاوِيفُ بِعُبُورِ انْهِرَاقَـاتِهِ،
واسْتَعَدَّ اللِّسَـانُ لِصُنْعِ هَـيْآتِهِ، واسْتُكْمِلَت لِرُوحِ خَلْقِـهِ الأَعْضَاءُ.. والمَوَاضِـعُ...
فَإِمَّا التَّحَقُّقُ، وإِمَّا التَّمَطُّقُ، وإِمَّا الحَبْسَةُ القَصْـدِيَّةُ..."


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي نَطَقْتُ
ثُمَّ وَقَفْتُ عِنْدَهُ..
كَيْ أُنْهِيَ الكَلامَ،،
وَاجْتِرَارَ اللَّفْظِ بِصَدَاه..؟


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي أَهْمَلْتُ
وأسقطت من أبجدية المعنى..
دَيْلَهُ وَمَدْلُولَهُ،
ثُمَّ جَعَلْتُ إِعْلالَهُ..
دَلِيلاً على أَصْلِ وُجُودِه الأَوَّل؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي حَرَّفْتُ
وَحَمَلْتُ الفَصْلَ فِيه..
على أَصْلِ النَّصْلِ مِنْه..
سَنَداً،
وَرِوَايَة،
كَيْ لا تَدُومَ الغِوَايَة...؟


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي نسختُ
مَنْطُوقَهُ وَمَكْتُوَبُه..
بِالقَهْرِ لا بِالوَعْيِ،
كَيْ لا يُدَوَّنَ انْحِرَافُهُ فِي لَوَائِحِ القَصْدِ..
بِتَأْوِيلاَت الغِمْدِ:
حَمْداً وبَسْمَلَة؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي حَقَّقْتُ
مِنْ حَدِّ حُنْجُرَتِي..
إلى مُنْتَهَى مُهْجَتِي..
سَفَرُ التَّهْرِيب
لا
سِفْرُ التَّكْذِيب؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف المؤنث
المؤثث
بِالشَّكِّ، والتَّأْوِيلِ العَنِيد...
أُرِيدُ أَنْ أُجَدِّدَ فِيه البَدْءَ بِنُطْقِي
بِالإِشَارَةِ..
الأَمَارَةِ..
العِبَارَةِ..
إِلَيْهِ مَقَرٌّ وَمُسْتَقَرٌّ؟





بَدَلٌ عن البَوْحِ المَصْدُودِ، عِوَضٌ عن اللَّوْحِ المَخْطُوطِ.. بِأَدْعِيَةِ الغُفْرَانِ
سَمِعْتُهُ في صَمْتِهِ فَأَدْرَكْتُ المَقْصُودَ من حَدِّ نُطْقِهِ: وَحْيـاً.. وَنُـزُولاً..
... ... ... ... ... ...
بَدَلٌ عن المَقَامِ المَهْمُولِ، عِوَضٌ عن الكَلامِ المَنْحُولِ.. بِطَرَائِقِ الاِبْتِهَـال
ذَكَّرْتُه بِوُفُودِ الهَجْرِ إلى عَتَبَاتِ دَمِي.. وَسُلالاتِ التَّهْجِيرِ من أَبَجَدِيَّتِي..
فَمَا عَلَّمَنِي غَيْرَ الفَصْلِ من مَظْهَرِه.. ومَـا عَلَّمْتُ بِهِ غَيْرَ الوَصْلِ إلى بَيَانِه.


مـا كـان صدق..
نَـادَيْتُهُ من بَيْنِ كُلِّ الحُرُوفِ،
وَأَوْكَلْتُ لَـهُ صُورَةَ الإِسْمِ..
..وإِسْمَ الصُّورَةِ..
ودَعَوْتُهُ لاسْتِجْلابِ المَعْنَى
من وَهْمِ الرَّسْم...
حَدَّدْتُ لَهُ فَصْلَ المُرَاد
وحُدُودَ المُرِيدِ
ودَوَائِرَ الكُنْهِ من كُلِّ مَوْقِفٍ..
وحَضْرَةٍ..
ونِدَاء:
بَدْأُهُ ومُنْتَهَاهُ من أَلِفِ ويَاء..


يـا حرف! .. كَيْفَ السَّبِيلُ إلى مُنْتَهَاك.. وسُبُلُ كَشْفِ أَسْرَارِ غُمُوضِك
وبَيَانِك مَنْزِلَةٌ لا تَتَحَقَّقُ إِلَّا بِالمُجَاهَدَة.. والمُكَابَدَة؟؟...

يـا حرف! .. كيف أُخْبِرُ بِكَ عن حَالِي، وحَالِ مَآلِي؟ كيف أَبْلُغُ بِكَ المَنْشَأَ
والمَنْبَعَ في التَّسْبِيح.. والمَفْرَقَ والمَجْمَعَ في التَّسْلِيم.. والحَدَّ والمَطْلَعَ في
كل ما أُُتِيتُ من قَرَائِنِ خَطِّكَ ولَفْظِك؟؟...



يـا هذا الحرف الذي يُخْبِرُ عن ذاته! ..
إن تَنَهَّدْتَ بِمَعْنَـاك..
وَصَلْتَ بِنَاطِقِكَ حَقِيقَةَ امْتِلاكِك.




يـا هذا الحرف الذي كَشَفْتُ سِتْرَه! ..
قد نَطَّقْتَنِي بِهَيْأَتِكَ،
وأَفْشَيْتَ سِرِّي مِنِّي..
وأَقْحَمْتَ السَّامِعَ في تأويل قصدي عَنِّي..
فما ازْدَدْتَ إِلاَّ نُفُوراً إِلَيَّ،
وما ازْدَدْتُ إِلاَّ تَعْنِيفاً فِيك.



يـا هذا الحرف الذي تَوَعَّدْتُ نُطْقَه! ..
إن تَهَجَّيْتُكَ..
هَجَوْتَنِي بِعَدَمِ امْتِلاكِك.
وإن أَوْغَلْتُكَ في سِرِّي..
مَنَعْتَنِي من وَضْحِك،
ومَنَعْتَ الآخَر من إِيضَاحِي.
فما عَسَاكَ تُلْغِي مني؟؟..
وما عَسَايَ أَزِيدُ فِيك؟؟


يـا هذا الحرف الذي أَشْهَدْتُهُ البَقَاءَ في الفَنَاء! ..
إن عَرَفْتُ بِكَ المَعارِفَ..
فَنِيَ وُجُودُها في المَجْهُولات.
وإن أدْرَكْتُ بِكَ الحَقَائِقَ..
دَامَتْ بِكَ مَعَارِفِي في البَقَاء.
ولِي مِنْكَ..
انْفِصَالٌ واتِّصَالٌ على حَدِّ الحُكْمَيْن:
وُجُودُكَ وَعَدَمِي..
أَزَلُـكَ وفَنَائِي...



يـا حرف! .. قد طَلَبْتُكَ طَوْعاً فَأَتَيْتَنِي.. وبَهَزْتُكَ كَرْهاً فمـا عَصَيْتَنِي...
خَلُـصْتَ إِلَيَّ.. فما تَخَلَّصْتُ مِنْك...
حِينَ أَهُـمُّ بنطقك، أَتَدَبَّرُ مَصْـدَرَك ومَآلَك: من مُفْتَرَقِ القَـرَار إلى
مَبْلَغِ التَّفَشِّـي.. مُوَاقَعَةٌ بين التَّـضَامِّ والإِطْلاق..
أَسْأَلُكَ عن مُنْحَنى المَعْنَى فيك حين لا يَدُومُ مَقامُك في غَوْرِ النُّطْـقِ،
وغُصَّةِ المُدْرِك.. فَهَل تُجِيب؟؟



يـا حرف! .. حين لا تُسْعِفُنِي.. أَخْنُقُك حَدَّ الشَّفَتَيْنِ.. أُرْجِعُـك إِلى غَـوْرِ
حُنْجُرَتِي كَيْ اُهْمِزَك أو أُنْهِيك..
وحين أَرْضَاك.. أُعَدِّدُ بِكَ وُجُودِي فِي لُغَتِي.. وأُعَارِضُ بِصَوْتِكَ عَدَمِي
في صَمْتِي.. أخْلُقُـك فَتَنْشَاُ -بانْزِيَـاحاتِك- أَشْبَاهُك فـي الكَيْنُـوَنة،
ونَظَـائِرُ حَقَائِقِ وَعْيِي عِنْدَ عَتَبَاتِ خُلُودِك...




يـا هذا الحرف الذي أَجْهَدَنِي! ..
قد نَصَّبْتُ لَكَ التَّشَوُّف،
وأَوْجَبْتُ لَكَ الإِدْرَاكَ:
على حَقِيقَة الهَيْأَة والنُّطْق،
والرَّسْم والصَّدَى...
ثُمَّ طَلَبْتُ لك مَوْقِعَ البَيَاضِ..
لِنُزُولِكَ الأَبْهَى؛
ومَنَعْتُ عَنْكَ الشَّوَائِب حَتَّى تَصْفَى..
وتَدَبَّرْتُ لك التَّأْوِيل:
خَطّاً ولَفْظاً؛
وكَشَفْتُ لِمَنْ يُرِيُدَكَ وتَرْضَاهُ..
سِرَّ ظَاهِرِكَ وبَاطِنِك،
وتَفَاصِيلَ حَقِيقَتِكَ ومَجَازَاتِك..
... ... ...


ولَسْتُ أَمُنُّ هَذَا - يـا حرف- عَلَيْك..
فَهَلْ تَأْذَنُ لِي بِمَحْوِ أَثَرِي فِيكَ حِينَ أَبْلَى؟
وتَغْفِرُ لِي اسْتِبْدَالَكَ بِالنَّبْضِ حِينَ أَعْيَـى؟

د. مصطفى بوعناني
فاس- إفران
(المغرب)












عرض البوم صور مصطفى بوعناني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجالي, الحرف, العروج, بالمجاهدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 06:38 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه