ماذا لو لم تكن شيماء
بقدمين ترتعدان بين دروب الزمان تسير
تسير وطريقها طويل وان حسبته قصير
ترتعد بلا داع في زمن بعكس ما ظنته عسير
تنطق بهمس فالصوت خلف القضبان اسير
تلتفت كالاحمق هنا وهناك
وحمقها الشديد هذا يكاد لا يجد ادنى تفسير
تحدق فوقا وتحتا
تتمنى بلهفة عارمة جناحين بهما تطير
اه من الرعب الذي يتاكلها ولا تدري ما المصير
تتوقف كي لا تقابله وقد نسيت ان الزمن يسير
لكن فجاة صرفت الرعشة والانحناء
حين تذكرت انها ليست شيماء
هاهي لا زالت تسير و شمس الصباح عنها تغيب
مع الدجى تخطو خطواتها لذلك المجهول الرهيب
تحرك قدميها عبثا وكل قدم يشكو متعبا كئيب
احد ما خلفها ينادي لكن هي تمضي ولا تجيب
ترى الصمم شلل كليا مسامعها فلم تعد تستجيب
ام ترى البكم جمد صوتها فلم يعد لها تعقيب
قد بدا المنادي يياس وامله في التائهة يخيب
وقفت محتارة في صوته مطولا ابعيد ام قريب
اصاحبه ممن تعرفه طرفيها ام هو شخص غريب
كانت حقا ستلبي النداء
لولا ان تذكرت انها لا تدعى شيماء
انطلقت من جديد تتبع خطواتها الضائعة
تسير خلف الظلمات باحلام وطموحات متصارعة
حياة بائسة وكئيبة لكن هي تتاملها رائعة
صارت مع الكل تجري والزمن هذا مسارعة
يسخر منها الكل وهي ترى نفسها قوية وبارعة
رسمت اسعارا لامالها وانهت عمرها محل بائعة
فقط تظن ان هذه حقيقة لا تحتاج لاصوات رادعة
فر منها لبها فصارت ترى الحياة بالبشر لامعة
لكن فجاة كشفت عن منبع الغباء
ورمت التخاريف بدهاء
حين تذكرت انها ليست شيماء
وهي تسبح بقدميها الكليلتين في بحر عميق
داست عليها احدى الاقدام فالم الدوسة لا تطيق
لا زالت صامتة ومن غيبوبتها الطويلة لا تستفيق
قد خافت لعجزها امامها فاكتفت بالتحديق
املت لو ترى صانعها في بحر دوساتها غريق
تمنت لو تمزق احشاءه بانيابها كل التمزيق
لكن امام ضعفها ارتعبت فلم تدلي باي تعليق
ما زالت تناجي وعكتها وقد صعب عليها تصديق
ان دوسة عابرة هدمت في لحظة كبرياءها العتيق
قد وقفت حاجزا امام تالقاتها واقفلت الطريق
لكن في لحظة حطمته بلا عناء
حين تذكرت انها ليست شيماء
جمعت بدمعتين ما تفتت من شهامتها المفقودة
استعادت تفاؤلها المزيف وبسمتها المنشودة
ركضت خلف القطار المنطلق لتثبت انها موجودة
صعدت فور وصولها تبحث فيه عن مكانتها الماخوذة
لو لم تاتي في الوقت المناسب
لضاعت محاولاتها سدى واعلن على انها منبوذة
ارتاحت في مكانها بنشوة عارمة بل غير محدودة
عزمت بذلك على صنع تالقات اعظم وغير معدودة
قد سئلت عن اسمها
لكن صمتت صماء بكماء لم تقدم ردودااا
كانت حقا ستصرف بازدراء
لو انها قالت ادعى شيماء
وقفت تنظر لساعتها القديمة ببسمة زائفة
فترى السنوات تجري وهي في مكانها واقفة
لازالت تصارع براثن الزمان بايد ضعيفة خائفة
تسقط وهي تعدو
و بسرعة تنهض تود بعزيمة ان تتجاوز الطائفة
مجرد حلم يستحيل لمسه
وهي لازالت مع حياة تعنفها وبذل تررد لها اسفة
مازالت تجفف دموعا وتبحث عن حياة اخرى منصفة
نظرت للسماء فاعرضت عنها
ثم نظرت للاسفل فتبسمت لها حياة غير مكلفة
كانت سترفضها وتقبل عيش الشقاء
لولا ان تذكرت انها ليست من تدعى شيماء
هاهي قد غرقت في بحر د مائها جثمانها الهامدة
تشتت كل قواها وهي ممددة فوق الثرى جامدة
طرفان دامعا ن يحدقان في انفاسها المتصاعدة
صرخت وصرخت وان كانت للصوت العالي فاقدة
ها انا فعلتها ها انا فعلتها
حملت رحالي حيث شاءت يداي ولست بعائدة
لم امت لم امت
بل اليوم ولدت حيث عشقت وفرحتي زائدة
خلف حياة ارقى واسمى مضيت كالابله راكضة
علمت في لحظتي هذه اني ساحيى حياة خالدة
قد عشقت بحب لحد الهناء
حين ادركت اني لم ا كن قط من تدعى شيماء
……
بقلمي ...
2010_ 12 _ 19