مـشــروع مـيثــاق التـطــوع

hamza_fes · 21-07-2010, 11:34 PM

تـقـديــم :
يعتبر العمل التطوعي بالمغرب، بأشكاله المتعددة ومنذ أمد بعيد، عاملا أساسيا للنهوض بالمواطنة ووسيلة للاندماج الاجتماعي وتحسين مستوى عيش المواطنات والمواطنين. كما يشكل قاعدة للعمل الجمعوي الذي يساهم بشكل فعال في نسج روابط اجتماعية قوية وترابط اجتماعي، من خلال انخراطه في مختلف المجالات الاجتماعية خدمة للمصلحة الجماعية.
يستمد العمل التطوعي ديناميته وإشعاعه من التراث المغربي )عملية التويزة نموذجا( حيث ساهم في ترسيخ الهوية الوطنية للمقاومة في عهد الحماية وخاصة بعد الاستقلال، ويشكل ورش »طريق الوحدة «الذي كانت وما زالت له دلالة رمزية قوية، النموذج المثالي للعمل التطوعي، الذي تمأسس واستمد مشروعيته القانونية بصدور ظهير 18 نونبر1958.
ونظرا للأبعاد التي اتخذها العمل التطوعي والأهمية التي يكتسيها وكذا جسامة التحديات التي يواجهها، بات من الملائم تحديد مفهوم التطوع، وفق مقاربة تشاورية بين القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، وإعداد ميثاق يوضح المبادئ والقيم الأساسية التي يستند عليها، ولاسيما ما يتعلق بالالتزامات المشتركة بين المتطوعين والهياكل الجمعوية.
التـعـريــف والمبـادئ الأســاسـيــــة
تـعـريـف التطــوع والمتـطــوع
التطوع هو التزام حر ومجاني لأشخاص يعملون من أجل الآخر أو من أجل المصلحة الجماعية، خارج التزاماتهم المهنية والعائلية، في إطار يتجاوز العلاقات التعاونية الودية. فالمتطوع إذن هو الشخص الذي يلتزم عن طواعية، وبدون مقابل مادي، في عمل موجه لخدمة الجماعة. و يستند هذا الشكل من المواطنة الفاعلة على سياسة تنمية العنصر البشري ويقوم بدور استباقي، واستشرافي ومجدد داخل مجتمعنا.
وانطلاقا من نتائج الدراسات المنجزة حول العمل التطوعي واستنادا لما أسفرت عنه أشغال اللقاء الوطني حول التطوع بالمغرب (bénévolat)، المنظم من طرف وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وشركائها الجمعويين، خلص المشاركون، الفاعلون في الحركة الجمعوية بالمغرب إلى التأكيد على:

أهمية دور التطوع في مختلف مجالات العمل الاجتماعي وجميع مبادرات التنمية المحلية والمجالية المستدامة.....؛

ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الهادفة لضمان ممارسة مسؤولة ومطابقة لأخلاقيات وروح التطوع.
كما تم الاتفاق على هذا الميثاق الذي يوضح :

1. المبادئ الأساسية للتطوع؛

2. قيم وأخلاقيات التطوع؛

3. حقوق المتطوعين والتزامات الجمعيات.
المبـادئ الأسـاسيــة للتـطــوع

التطوع هو اختيار إرادي نابع من دوافع وخيارات شخصية؛

ينبغي أن يكون التطوع في متناول جميع الأشخاص، بغض النظر عن الجنس والسن والجنسية والعرق والخيارات الفلسفية والدينية، وكذا الشروط الاجتماعية والقدرات البدنية والمادية....الخ

يتم العمل التطوعي في إطار أخلاقي إنساني يحفظ كرامة الفرد المتطوع والأفراد المستفيدين من عمله؛

يحرص العمل التطوعي على الاستجابة لحاجيات المجتمع من خلال الحث على مشاركة الجماعة والتدبير الديمقراطي للخلافات؛

يعزز العمل التطوعي روح المبادرة والابتكار والمسؤولية، وكذا الإدماج والمشاركة الاجتماعية.
قـيـم وأخـلاقيـات المتطـوعيـن:
يلتزم المتطوع باحترام قيم وأخلاقيات فعله الإرادي، خاصة منها:
الحرية والالتزام:

النشاط التطوعي هو اختيار حر، لا يخضع لروابط التبعية بمفهومها القانوني )قانون الشغل( بين الجمعية ومتطوعيها، مع احترام قواعد وتوجيهات العمل؛

يلتزم المتطوع ببذل قصارى جهده لإنجاح المهام المسندة إليه؛

يلتزم المتطوع بالمشاركة في كافة البرامج التكوينية المقترحة من طرف الجمعية، كما يمكن للطرفين إنهاء تعاونهما في أي وقت مع مراعاة الآجال المعقولة للإشعار المسبق؛

يلتزم المتطوع بقبول الأنشطة التي تندرج ضمن تخصصه، وتتناسب مع أولوياته ومدى تفرغه.
التضامن والتعاون:

الانخراط في المجهود الجماعي للجمعية أو الجمعيات التي ينتمي إليها، وذلك في إطار تضامني،

وضع المستفيد في صلب أنشطة الجمعية، خدمة لمصالحه، حسب مبادئ الجمعية.
حقوق الإنسان:

احترام حقوق الإنسان بكل أشكالها )حقوق المرأة، حقوق الطفل، حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة...(

تعزيز احترام حقوق الإنسان في كل العمليات المنجزة.
الديمقراطية:

دعم ثقافة المشاركة والتشاور وتدبير الخلافات بشكل ديمقراطي، خدمة للشأن المحلي والعمومي؛

احترام نظام الجمعية وطريقة تسييرها؛

التضامن وتحمل المسؤولية لتنمية الجمعية وتطوير مقاربات الاشتغال، مما يضمن مشاركة واستفادة ؛

التعاون باقي الفاعلين داخل الجمعية من متطوعين ومسيرين وأجراء لخلق محيط مشجع على العطاء ومساعد على نجاعة العمل؛

إثبات عملي لإيمانه بمبادئ المواطنة، تعزيزا للمصداقية مع الجمعية ومحيطها.
الاستقامة و النزاهة:

التشبث بالنزاهة وعدم قبول أي مقابل مادي لمجهوداته داخل الجمعية والاكتفاء بالتعويض عن النفقات الفعلية التي قام بها في إطار عمله لفائدة الجمعية؛

احترام مبدأ الشفافية في تسيير شؤون الجمعية؛

احترام مبدأ السرية أثناء مزاولة مهمته، والانخراط في ميثاق أخلاقيات الجمعية والالتزام بعدم إفشاء المعلومات المتعلقة بمهامه داخل الجمعية إلا عند الاقتضاء، وبعد موافقة مسؤولي الجمعية.
حقوق المتطوعين والتزامات الجمعية:
يتمتع المتطوعون بحقوق يتعين على الجمعيات أخذها بعين الاعتبار، وهي كالتالي:
1- مجال الإعلام:

إخبار المتطوع بمساعي الجمعية، ومحتويات المشروع الجمعوي والأهداف السنوية الأساسية التي سطرتها الجمعية وكذا التسيير وتوزيع المسؤوليات والمهام؛

عقد لقاءات مع المسيرين وباقي المتطوعين والأجراء المداومين وكذا المستفيدين من خدمات الجمعية. 2- مجال الاستقبال والإدماج:

استقبال المتطوعين واعتبارهم شركاء أساسيين وضروريين؛

إسنادهم أنشطة تتماشى مع تخصصاتهم واهتماماتهم ومهاراتهم ومدى تفرغهم؛

تحديد مهام ومسؤوليات وأنشطة كل متطوع؛

تحديد إطار للعلاقة بين المتطوع والجمعية من خلال عقد التزام يوضح التزامات الطرفين والتنصيص على أنه ليس عقد عمل بالمعنى القانوني بين الطرفين.
3- مجال التسيير وتنمية القدرات:

ضمان إدماجهم وتكوينهم عبر مختلف الوسائل المتوفرة لدى الجمعية؛

التكوين النظامي بالمساعدة والمواكبة والمصاحبة وتكوين مجموعات للعمل؛

عقد لقاءات منتظمة للوقوف على الصعوبات وتدارس مراكز الاهتمام والمؤهلات المكتسبة؛

استجابة لرغبتهم، تقوم الجمعية بإجراءات لتثمين مكتسباتهم وذلك في انتظار إمكانية اعتماد » نظام التصديق على مكتسبات التجربة المهنية« .
4- مجال الحماية/ التغطية:

ضمان حماية وتغطية للمتطوعين باستفادتهم من تأمين المسؤولية المدنية خلال القيام بالمهام الموكولة إليهم؛

تحتفظ الجمعية بالحق في إنهاء مهمة ونشاط المتطوع ولكن مع مراعاة آجال معقولة للإشعار المسبق.