المعجم الذهني وعملية التعرف على الكلمات المكتوبة:
سنن النفاذ ودور السياق
تأليف: Juan Segui (1992)
ترجمة: مصطفى بوعناني ;بنعيسى زغبوش
كثيرة هي اللغات المنطوقة التي لم تكتب أبدا، وحتى إن وجدت في أيامنا هذه عدة لغات مكتوبة، فإن أنساق كتابتها لم تنبثق عن المجتمعات التي تستعملها. فبعكس اللغة المنطوقة التي يمكن أن نبحث عن أصلها في توفر الاستعداد البيولوجي الخاص، لا تُعدّ اللغة المكتوبة طبيعية في شيء، وتشكل انتصارا ثقافيا أساسيا.
يتعلق الأمر، بالتأكيد، بواقعة حضارية خاصة بعدد جد محدود من المجتمعات الإنسانية. وعموما، تم تصور ثلاثة أصناف من مبادئ تمثيل الكتابة:
1. مبدأ الرمز الخطي logographique لا يمثّل فيه الرمز الخطي الشكل الصوتي للكلمات، بل دلالتها.
2. المبدأ المقطعي syllabique: يقيم علاقة تماثُل بين وحدات الشكل الخطي ووحدات مقطع الكلام.
3. المبدأ الألفبائي alphabétique: يماثِل بين وحدات الشكل الخطي والوحدات القِطَعيّة الدنيا للكلام أو الفونيمات.
يفترض النظام الألفبائي، بالمقارنة مع الأنظمة المقطعية، درجة أكبر من التجريد لأن الفونيم، على خلاف المقطع، ليس وحدة كلام قابلة للنفاذ المباشر إلى وعي المتكلم.
يمكن أن يوجد تماثل حرفي، في نظام ألفبائي مثالي، بين وحدات الشكل الخطي (أو الحروف) والوحدات الفونيمية (أو الفويمات)؛ غير أن هذا التماثل لا يتحقق في كل الحالات، إذ تتغير درجة تماثل الحرف-الفونيم lettre-phonème بشكل كبير من لغة إلى أخرى. ففي اللغة الفيلندية واللغة الصربية-الكرواتية مثلا، تكون العلاقة بين الغرافيمات graphème والفونيمات شبه تامة ("نكتب كما ننطق")، ويكفي وجود عدد محدود من القواعد في اللغة الإسبانية للتعبير عن العلاقة القائمة بين التمثيل الإملائي للكلمة وكيفية نطقها. في حين تكون العلاقة بين الإملاء والنطق في لغات كثيرة، من مثل الفرنسية والإنجليزية، أكثر تعقيدا.
----------
يمكن تحميل ملف المقال كاملا انطلاقا من المرفقات أسفله أو من الرابط التالي"Lexique Mental & Reconnaissance Mots Ecrits.pdf " بعد إدخال اسم العضو وكلمة السر بالنسبة للأعضاء المسجلين سابقا، أو التسجيل بالموقع بالنسبة للأعضاء الجدد.
يمكن أيضا تحميل الملف من الأيقونة الموالية:
وشكرا على زيارتكم للموقع