العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > السيكولوجيا في خدمة الإنسان والمجتمع (خاص بالدكتور الغالي أحرشاو) > علوم وثقافة
 
 

علوم وثقافة يهتم هذا القسم بجديد العلوم والثقافة ومناقشة قضاياهما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-07-2009, 11:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ghali
اللقب:
المشرف العام

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 887
المشاركات: 24 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ghali غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : علوم وثقافة
افتراضي دور الجامعة في تنمية السلوك المدني

دور الجامعة
في تنمية السلوك المدني

الغالي أحرشاو




الراجح أن بناء المواطن المدني المتحضر، المتشبث بالثوابت الوطنية والقيم الحضارية المنفتحة، المعتز بهويته وانتمائه، المدرك لحقوقه وواجباته، المتسلح بفضيلة التواصل والحوار وبمبادئ العدالة والتسامح والحرية المسؤولة، أضحى يمثل أحد الرهانات التنموية الأساسية للمنظومات التربوية الحديثة. فبعد أن كان تحقيق هذا الرهان حكرا على مؤسسات الأسرة والمدرسة والح** والإعلام والجمعيات المدنية، أصبح اليوم يعتمد على الجامعة كمؤسسة تربوية لها دورها الحاسم في تنمية السلوك المدني وترسيخ أساليب ممارسته كثقافة يومية تؤطرها قيم الديقراطية الحقيقية والمواطنة الفعلية. وإذا كان دور الجامعة هذا يعتبر من الأمور البديهية لدى المجتمعات المتقدمة ذات التقاليد الديمقراطية العريقة والتجارب الحضارية الغنية، فالأكيد أن هذا الدور ما يزال يمثل بالنسبة لنا في المغرب مطلبا استعجاليا وضروريا وذلك لاعتبارات عديدة نجمل أهمها في القرائن الثلاث التالية:
* حتمية ترسيخ قيم المواطنة الصادقة وفضائل السلوك المدني في التصرفات والممارسات اليومية للأفراد والجماعات والمؤسسات، تماشيا مع مختلف التحولات الاجتماعية والثقافية والتربوية العميقة التي أصبح المجتمع المغربي مسرحا لها في السنوات الأخيرة.
* الوعي المتنامي بمكانة الجامعة ودورها في بناء مجتمع المواطنة المسؤولة الرافضة لكل ثقافة تحركها نزعات وهواجس التعصب والانغلاق والتطرف والإرهاب والتدمير...إلخ.
* التنصيص الواضح للدولة وعدد من قطاعاتها الحكومية، عبر جملة من الوثائق والتقارير والندوات، على أهمية وضرورة انخراط المنظومة التربوية بمختلف مستوياتها ومؤسساتها في سيرورة خدمة التنمية المستدامة من خلال تلقين وترسيخ مبادئ السلوك المدني للموطن المغربي (هنا تندرج الرسالة الملكية الموجهة إلى الندوة الوطنية "المدرسة والسلوك المدني"، وأشغال كثير من الملتقيات الوطنية والجهوية بما فيها بعض دورات المجلس الأعلى للتعليم، الهادفة من جهة إلى تفعيل بعض مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مجال السلوك المدني، ومن جهة أخرى إلى تدعيم المكتسبات التي حققها المغرب في ميدان التربية على المواطنة وحقوق الإنسان).
إذن، إذا كانت هذه الاعتبارات وغيرها تؤكد على مختلف الرهانات والتحديات التي تنتظر الجامعة المغربية، وبالخصوص في مجال تحديث المجتمع وتطوير بنياته المختلفة عبر تنمية معارف الشباب وتربية كفاءاتهم وتهذيب مهاراتهم وتصرفاتهم، فالثابت أن هذه المؤسسة ما تزال تتخبط في متاهات ودوائر من المشاكل والصعوبات التي تبقيها بعيدة عن معالم ومواصفات الجامعة النموذجية القادرة على المساهمة الفعلية في ترسيخ ثقافة السلوك المدني ونشر مبادئ وعيها وإجراءات ممارستها عملا بمنطق ترجمة الأفكار إلى أفعال والشعارات إلى إنجازات والأهداف إلى نتائج.
تبعا لهذه الاعتبارات التي قصدنا من استحضارها التدليل على الطابع الاستعجالي للانخراط الفعلي للجامعة في تحقيق بعض رهانات ترسيخ ونشر ثقافة السلوك المدني، سنوزع مضامين هذه الورقة على محورين اثنين، بالإضافة إلى خلاصة نقترح من خلالها بعض الإجراءات التطبيقية.

1. السلوك المدني كوظيفة من وظائف الجامعة
تشكل الجامعة الحديثة إحدى المؤسسات الرئيسية التي تسخرها المجتمعات المتقدمة لترسيخ قيمها الثقافية والحضارية ولتحقيق مشاريعها التربوية والتنموية. فوظيفتها أصبحت تتركب من دورين اثنين: أولهما معرفي- أكاديمي، غايته تلقين المعارف ونشرها وتدريس العلوم وتطويرها. وثانيهما وظيفي- اجتماعي، قوامه تلبية رغبات الإنسان الثقافية والمهنية ثم خدمة حاجات المجتمع الحضارية والثقافية والتنموية (أحرشاو، 1991). فمثلما سبق التأكيد على ذلك فإذا كان المقصود بتنمية السلوك المدني يكمن في تكوين المواطن الحرالمتحضر، الواعي لحقوقه وواجباته، فإن ربح رهان مثل هذه التنمية يشكل في جانب منه مهمة تقع في صميم عمل الجامعة. فدورها التربوي والتثقيفي في زرع وترسيخ مبادئ ومقومات السلوك المدني في عقول ووجدان الشباب، تجعل من أنشطتها وتكويناتها وظيفة حاسمة في هذا المضمارالذي تتحدد غايته المثلى في تكوين المواطن الخلوق المعتز بالثوابت الدينية والوطنية لبلاده، المتمسك بمقومات هويته بشتى روافدها، المتمتع بالحقوق والحريات، الملتزم بالواجبات والقوانين، المساهم في الحياة الديمقراطية والمكتسب للمناعة تجاه السلوكات اللامدنية ( الرسالة الملكية، 2007). فلهذه الاعتبارات كلها لم يعد من مصلحة هذه المؤسسة أن تتملص من دورها المدني هذا لتشكل فضاء جامعيا رحبا وخصبا يكرس كل هذه التجليات المدنية عبر برامج غنية وأنشطة متنوعة، قوامها التصدي بحزم وصرامة لمختلف تلك السلوكات اللامدنية ولاسيما سلوكات العنف بشتى أشكاله والغش بمختلف أساليبه ثم الاعتداء على حرمة الجامعة أو المساس بنبل فضائها.

2. مقومات ومداخل التربية على السلوك المدني بالجامعة













عرض البوم صور ghali   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المدني, الجامعة, السلوك, تنمية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 08:26 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه